KAMAL ABU-HALAWEH

تتبع أثر الخط باتجاه التعبير

حين يعود الفنان ابو حلاوة من منطقة جمع الادوات المهملة ليكون عمله الفني يذهب مباشرة الى الغرافيك بوصفه منطقة للرسم والتخطيط ليقدم قدراته في رصد تعبيرية الوجه وتحولاته الانسانية حيث يتمظهر الوجه الانساني في اكثر من مزاج تعبيري لتقدم بالحزن والغضب و الطمأنينة متناقضات جمعها ابو حلاوة بالوجه كمفتاح لاعماله الفنية القادمة ونجده في كثير من الاحيان يقدم الوجه ضمن جرعة واحدة وخط متصل ينساب بليونة مكونا احساسه الخاص في تلك الوجوه

وينتقل الفنان الى منطقة اكثر غنى هي الجسد واحتمالاته الجمالية و التعبيرية التي استهوت الفنانين على مد العصور ، حيث يظهر الجسد بمبالغات خطوطية متجاوزا النسب الذهبية بالجسد المثالي من باب ايجاد حالة تعبيرية يريد ان يقدم من خلالها رسالة انسانية ما، فالجسد لديه يظهر عنيفا تارة وتارة اخرى مستكينا ومنكسرا ويبدو لي ان تلك الاجساد و اشكال الوجوه تعبر عن حالة تدور في خلد الفنان ناقدا بذلك مابتعرض له الجسد من اضطهاد اجتماعي وسياسي فالجسد المعذب جسد يحتمل الجميل و الالم في آن وكذلك نرى الوجه الذي يحمل في تعبيريته دلالات قوية و جارحة ،وجه محملق في الفراغ وعيون مطفأة تنتظر الضوء انها حالة من الاعتام الشديد في مسرح اللوحة بمكوناتها ودلالتها وصولا الى العناصر الهامشية في اللوحة التي تتمثل بالاعتام و الاضاءة وانفلات الخطوط وانسرابه في جسد الوجه نفسه مما اعطاه قيما تعبيرية رائعة

ابو حلاوة عاد ليستمر بعد انقطاع ويقدم نفسه بصوره جديدة كما لو انها اختبار لذاكرة الجمهور الذي شاهد اعماله من قبل

محمد العامــــــــــــري

فنـــــان و نـــاقـــــد

صيف 2008

أعمــــال الفنان كمال ابو حلاوة دلالات شخوصية تبحث عن فرح

اعمال الفنان كمال ابو حلاوة المتنوعة بين الرسم واعمال الفن الطباعي الجرافيك تتخذ من الحضور الانساني شكلا و رمزا كنافذة اساسية في التعبير ،فلا تكاد تشكيلاته الموزعة توزيعا طوليا في اغلب الاحيان ان تخلو من من ذلك الحضور عبر وجوه بشرية متلاصقة ومتجانسة نجحت بمجملها في تكوين لغة فنية تعبيرية كثيفة الدلالات والرموز هذا من حيث فلسفة الصياغة والتأليف اما فيما يتعلق بالقدرات و المهارات البنيوية والتقنية في اعمال الفنان كمال فتجدها متكاملة امامنا عبر تلك الحبكات البصرية البارعة في الفن الطباعي الجرافيك ، حيث يظهر جليا للرائي بصورة فنان غني السطوح ويمتلك سيطرة فرضية للخامات التي يطوعها لتأليف خطابه الرمزي التعبيري بصريا

الفنان كمال ابو حلاوة احد فناني جيل الشباب في الاردن الذي يخوض كغيره من الشباب في في عصر الاحتكاكات البصرية و التقنية المفتوحة في عالم الفن البصري و التشكيلي وقد وجد نفسه وذاتيته كما يبدو في اخر المطاف بعد مراس وتجريب في ذلك التوجه الذي نشاهده حاليا وهو توجه يمزج بين شدة الخطابة وتوافق الرمز والدلالة الانسانية في وجوه الشخوص الطولية

انه حضور الانسان بمعاناته وفلسفته وخبرته ودواماته وهو انعكاس للحياه المعاشة التي في خضمها يعيش الفنان كمال الذي يعاصر واحدة من احلك العصور البشرية في مطلع القرن الواحد والعشرين حيث اختلطت القيم وتشوشت الرؤى الفكرية و الاجتماعية و السياسية

وان كنا لانلمس في شخوص كمال دلالات الفرح المباشر الا انها على الاقل تجربة تدعونا من خلال دراميتها ان نبحث عن فرح

هنيئا للفنان كمال ابو حلاوة على تجربته البصرية الملفتة للنظر بنفس الوقت الذي ينتظر منه عملا متواصلا الى الامام ،وفيه كما اعلم ما يكفي من ضخ دماء الشباب الفنان الذي يحتاج اليه حركتنا الفنية المحلية المتآكلة زمنيا و رياديا لتحقيق نقلات نوعية وخلق دماء جديدة

د. مــــازن عصفـــــــــــور